اليكم مقال

د/ أحمد عثمان رشوان

أستاذ المحاسبة و المراجعة المساعد – كلية التجارة – جامعة الإسكندرية

عن تأثير نظم تخطيط موارد المنشأة علي عمل المحاسبين

تعتبر نظم تخطيط موارد المنشأة (Enterprise Resource Planning) من أحدث تكنولوجيا المعلومات و الإتصالات. و تعرف هذه النظم علي أنها برامج جاهزة تحتوي علي مجموعة متكاملة من تطبيقات الحاسب الآلي التي تلبي إحتياجات المعلومات للوظائف المختلفة مثل المحاسبة و العمليات و الموارد البشرية و التسويق. و تعتمد نظم تخطيط موارد المنشأة علي وجود قاعدة بيانات مركزية يتم فيها إدخال البيانات في مكان نشأتها. و تتخطي هذه النظم الحدود التقليدية للمنشأة، حيث تربط بين المنشأة و مورديها و عملائها. كما تربط عمليات المنشأة في المواقع المختلفة، سواء داخل نفس الدولة أو في دول مختلفة. و تنتج بعض الشركات العالمية هذه البرامج الجاهزة و من أمثلتها أوراكل (Oracle)، و ساب (SAP)، و بيبول سوفت (PeopleSoft)، و جي دي إدورز (JD Edwards)।

و تتمثل أهم منافع إستخدام نظم تخطيط موارد المنشأة في إحداث تكامل بين الوظائف المختلفة داخل المنشأة. كما أنها تعمل علي تحسين الإتصالات داخل (بين المواقع المختلفة) و خارج المنشأة (بين المنشأة و عملائها و مورديها). و تعمل نظم تخطيط موارد المنشأة علي توفير معلومات فورية، سواء معلومات مالية أو غير مالية، و تنمط الإجراءات داخل المنشأة و خارجها عن طريق أستخدام أفضل الممارسات في صناعة معينة. كما تتميز هذه النظم بالمرونة في إضافة تطبيقات جديدة أو حذف تطبيقات قائمة. و بالرغم من تعدد مزايا إستخدام نظم تخطيط موارد المنشأة، توجد بعض العيوب و الصعوبات التي تواجه استخدامها، حيث يستغرق تطبيق هذه النظم فترة زمنية طويلة تصل إلي عدة سنوات بسبب الحاجة إلي إعادة هندسة عمليات النشاط لكي تتوافق مع الإجراءات

المبرمجة في الحاسب الآلي. كما قد يؤدي تطبيق هذه النظم في بعض الأحيان إلي أفلاس بعض المنشأت بسبب المبالغ الضخمة المطلوبة لشراء و تجهيز البرنامج و التغيرات الجوهرية المطلوبة في عمليات النشاط.

و يفرض استخدام نظم تخطيط موارد المنشأة علي عمل المحاسبين تحديات كبيرة. ففي ظل استخدام هذه البرامج الجاهزة، قد يفقد المحاسبون دورهم التقليدي كمعدي للمعلومات، حيث تتولي نظم تخطيط موارد المنشأة إعداد المعلومات و تجهيزها و توصيلها إلي مستخدمي المعلومات في الشكل المناسب و التوقيت المناسب و المكان المناسب. كما قد تتحول المعرفة المحاسبية إلي غير المحاسبين مثل مشغلي الحاسب الآلي و العمال و المديرين الذين يقوموا بادخال و استخدام المعلومات التي توفرها نظم تخطيط موارد المنشأة. و بالتالي، فقد تتحول الوظيفة التقليدية للمحاسبين كمعدي للمعلومات إلي نظم تخطيط موارد المنشأة و تنتقل المعرفة المحاسبية إلي غير المحاسبين. و بالتالي، يجب علي المحاسبين البحث عن إدوار جديدة لهم في ظل بيئة نظم تخطيط موارد المنشأة. فقد يلعب المحاسبون أدوار تعليمية و تفسيرية، حيث يقوموا بتدريب المديرون و العمال و مشغلوا الحاسب الآلي علي الأساليب المحاسبية المختلفة و يساعدوا المديرين في تفسير المعلومات التي تنتج من تطبيق الأساليب المحاسبية المختلفة في بيئة نظم تخطيط موارد المنشأة.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل نرجو التحميل من هنا